ما هي أهم أصول الملاذ الآمن؟ الجزء الثاني

بعد أن عرفنا المزيد عن الملاذات الآمنة، دعنا نلقي نظرة فاحصة ونرى ما هي المفضلة:
الفوركس – الين الياباني والدولار والفرنك السويسري.

الملاذ الآمن 1 – الين الياباني

اليابان هي ثالث أكبر اقتصاد في العالم. على الرغم من صغر حجمها و عدد سكانها،

الملاذ الآمن – الين

فإنها تعمل بشكل مثالي. تتمتع بمكانة موحدة في العالم و تعتبر عملتها و سنداتها من بين الأكثر أماناً في السوق.

يعتبر الين الياباني ملاذا آمنا رئيسياً، وكانت العملة الآسيوية الوحيدة

التي اكتسبت قيمة خلال الأزمة المالية، مما أثر على الاقتصاد العالمي وتغيير ميزان

القوى في أسواق العملات.
يعتبر الين الياباني ملاذ آمن لأنه غالباً ما يتم تقديره مقابل الدولار

عندما تتعرض الأسهم الأمريكية و السندات الحكومية للتقلبات.
بعد الحرب العالمية الثانية، أعاد النظام الياباني هيكلة الاقتصاد،

مما سمح له بمواكبة الاقتصادات العالمية الرئيسية الأخرى. حالياً،

يحظى بنك اليابان باحترام كبير و أصبح الين أحد أقوى العملات في العالم.

على الرغم من التدخل الحكومي المستمر، تستمر سيولة الين في جذب

المستثمرين في الأوقات الصعبة في الأسواق المالية.
اكتسب الين سمعة كملاذ آمن بسبب ارتفاع الفائض التجاري لليابان.

قيمة الأصول الأجنبية التي يمتلكها المستثمرون اليابانيون أعلى بكثير من

الأصول اليابانية التي يمتلكها الأجانب، و هذا يعني أنه عندما تصبح الأسواق محفوفة بالمخاطر،

يترك المال الإقتصادات الأخرى و يعود إلى الأسواق المحلية، مما يقوي الين.
يقوى الين بشكل رئيسي لسببين:
المستثمرون الذين يقدرون موقف اليابان الراسخ و الوضع السياسي الجيد يشترون الأصول اليابانية.
الين الياباني هو عملة ذات سعر فائدة منخفض. يستخدم المستثمرون

هذه الحقيقة للحصول على ائتمان رخيص و استثماره في الأصول

ذات المخاطر العالية مثل الأسهم وسندات الدول الناشئة، و ما إلى ذلك.

لذلك، أثناء النفور من المخاطر، يسدد المستثمرون القروض في عجلة من

أمرهم و يقومون بإعادة شراء الين الذي باعوه سابقاً.
سبب آخر بأن الين لا يزال يعمل كملاذ آمن في أوقات الأزمات هو أن الجميع يعتقدون ذلك.

مثل الذهب، حقق هذا التصنيف على مر السنين.

الفرنك السويسري

الفرنك السويسري ثاني العملات من بين الملاذات الآمنة الأكثر توحيداً.

الملاذ الآمن – الفرنك

لطالما كان الاقتصاد السويسري مثالاً للآخرين. على مر السنين اعتبرت مستقرة

ونظامها المالي ليس فقط الأفضل في العالم ولكن أيضاً الأكثر أماناً.

سويسرا أقل بعدة مرات من حيث الناتج المحلي الإجمالي مقارنة باليابان،

لذلك يجب على البنك الوطني السويسري الدفاع عن عملته بأي ثمن.

الملاذ الآمن  3 – الدولار الأمريكي

لأكثر من 50 عاماً، كان الدولار الأمريكي أحد أكثر الملاذات الآمنة شيوعاً في أوقات الركود الاقتصادي.

إنه يعكس العديد من الخصائص التي يجب أن تلبيها الملاذات الآمنة: والأهم أنها العملة

الأكثر سيولة في سوق الفوركس.

الملاذ الآمن – الدولار

لا يزال الدولار الأمريكي يتمتع بموقع متميز. يتم تحديد سعر جميع المنتجات، و خاصة النفط،

بهذه العملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن سوق السندات الأمريكية و أسواق رأس المال

هي الأكبر في العالم: إذا حدث شيء في ذلك البلد، سيشعر الجميع بذلك.

تأتي هذه الثقة بالدولار الأمريكي من اتفاقيات بريتون وودز لعام 1944،

و هو العام الذي تأسس فيه نظام اقتصادي عالمي جديد عزز الدولار الأمريكي كعملة مرجعية عالمية.

تم كسر هذا النظام في السبعينيات، و لكن حتى وقت لاحق ظل

الدولار ملاذا آمنا لأنه يمثل أكبر اقتصاد في العالم.

يعتبر الدولار الأمريكي بمثابة ملاذ آمن لأنه عملة احتياطية. على الرغم من الأزمات الأخيرة التي اندلعت،

فقد خرج الدولار الأمريكي سالماً.

بيتكوين

الملاذ الآمن – البتكوين

في السنوات الأخيرة، لوحظ أن تقدم Bitcoin مرتبط بشكل متزايد مع زيادة

عدم اليقين العالمي. على الرغم من أن الارتباط لم يتم إنشاؤه بالكامل بعد، ي

عتقد الكثيرون أنه في المستقبل القريب سنرى تدفقات رأس المال إلى عملة Bitcoin في كثير من الأحيان.

و مع ذلك، لا يعتقد جميع المحللين أن شراء البيتكوين هو استراتيجية

استثمار حكيمة لأنه أصل متقلب للغاية. على الرغم من ذلك، في نهاية يناير 2020،

عندما انزلقت التوترات مرة أخرى في السوق بسبب الأزمة الصحي

ة لـ “ الفيروس كورونا ”، أعيد تقييم Bitcoin بشكل كبير، و اتخذ مساراً صعودياً

ملحوظاً جداً و وصل الى عدة ارتفاعات قياسية تاريخية منذ ذلك الحين.

الملاذ الآمن 5 – الذهب

كان الملجأ في وقت الأزمات بامتياز على مر التاريخ هو الذهب، على الرغم من أنه تم استبداله

جزئياً اليوم بأصول أخرى. يعود المجتمع دائماً إلى الذهب، و ربما لن يتغير هذا أبداً.

بعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية الأخيرة بوقت قصير، اكتسب الذهب زخماً وارتفع بقوة،
خلال الأزمات الاقتصادية، يرتفع الذهب. عندما يستعيد الاقتصاد قوته، يفقد معدن الذهب جاذبيته.

كان هذا هو الحال في الأزمة المالية الأخيرة: ارتفع مؤشر

أسعار الذهب بنسبة 25٪ تقريباً بين عامي 2008 و 2010، ثم، كما هو متوقع،

تراجع إلى 22٪ في عام 2012.

خلال الصراع الروسي الأوكراني الذي بدأ في أوائل فبراير، ارتفع سعر الذهب

إلى أعلى مستوياته في 8 أشهر.