تراجع النفط الخام إلى أدنى مستوى له بسبب مخاوف الركود

واصلت أسواق النفط انخفاضها يوم الأربعاء، وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها منذ 18 عامًا، حيث تسببت حالات السفر والإغلاق الاجتماعي التي أثارها وباء فيروس كورونا في تدمير توقعات الطلب.

تم تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي على انخفاض بنسبة 8.7% عند 24.94 دولار للبرميل في الساعة 9:00 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (13:00 بتوقيت جرينتش)، وهو أدنى مستوى وصل إليه منذ مايو 2002، كما انخفض عقد برنت القياسي الدولي بنسبة 5.2% إلى 27.23 دولار، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2003.

انتقلت ساحة المعركة ضد الفيروس من آسيا إلى أوروبا وأمريكا، وواصلت الوفيات ارتفاعها في إيطاليا واسبانيا، مما دفع الإتحاد الأوروبي إلى حظر السفر من خارج الاتحاد لمدة شهر في خطوة غير مسبوقة لإغلاق حدوده، كما تم تقييد السفر داخل أوروبا بشدة من خلال تدابير الصحة العامة التي أغلقت معظم الأنشطة التجارية غير الضرورية.
وأوصت إدارة ترامب بإغلاق المطاعم والحانات والمدارس أثناء تجميع خطة تحفيز بقيمة 1.2 تريليون دولار، وسترسل الأموال قريبًا إلى الأمريكيين وسيتم دعم شركات الطيران والشركات الأخرى، ومع ذلك فإنه من غير المرجح أن توقف تلك التدابير المالية الانهيار – على المدى القريب – في الطلب المادي على الوقود.

بقيت العقود الآجلة للبنزين الأمريكي RBOB قريبة من أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 70.36c للجالون، بانخفاض 1.1% خلال اليوم.

يتطلع البعض إلى الصين – حيث بدأ الفيروس التاجي – للحصول على أفضل دليل للضربة المحتملة للطلب.
ووفقًا لمتوسط ​​12 توقع منذ يوم الاثنين، والتي جمعتها بلومبرج، سينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 3.4% هذا العام، وهذا أدنى مستوى منذ انكماش عام 1976 – السنة الأخيرة للثورة الثقافية التي دمرت الاقتصاد والمجتمع – والسنة التي توفي فيها مؤسس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ.

أظهرت البيانات الصادرة يوم الاثنين تراجعاً شاملاً في التصنيع ومبيعات التجزئة والاستثمار في يناير وفبراير، حيث سجلت جميع الأرقام أدنى مستوياتها التاريخية.
في غضون ذلك، أمرت المملكة العربية السعودية شركة أرامكو المملوكة للدولة بالحفاظ على الإمدادات عند مستوى قياسي بلغ 12.3 مليون برميل يوميًا خلال الأشهر المقبلة، مما يشير إلى أن الرياض مصممة على عدم التراجع في حرب الأسعار مع روسيا.
وقال آي إن جي في مذكرة بحثية: “إن الارتفاع في إمدادات النفط من أبريل بعد انهيار محادثات أوبك + يعني أن هذه الأسعار الضعيفة من المحتمل أن تستمر لفترة أطول بكثير”، حيث من الواضح أن انخفاض الأسعار سيضر البلدان المصدرة للنفط، وقد طلب العراقيون بالفعل من أوبك + عقد اجتماع عاجل، وأضاف “مع وجود السعوديين والروس في معركة شرسة من أجل الحصول على حصة في السوق، من الصعب رؤية أي حل سريع على هذه الجبهة”.