in

الأسرار غير الخفية وراء استقالة هشام رامز ..!؟

فاجئ اليوم صانع القرار المصري الوسط الاقتصادي باستقالة -أو إقالة- هشام رامز محافظ البنك المركزي المصري وتكليف رئيس الجمهورية لطارق عامر رئيس البنك الأهلي المصري سابقاً بشغل موقع المحافظ المستقيل ..!؟

ومن المعروف أن الضغوط قد تزايدت على هشام رامز والقيادة السياسية بسبب تزايد وتيرة انخفاض سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي حتى وصل إلى ما يوازي 8.40 جنيه لكل دولارٍ في السوق السوداء …. مما تسبب في ارتفاع أسعار السلع بفعل اعتماد السوق المحلية في الغالب على الاستيراد … وكان المركزي المصري قد قام الخميس الماضي بخفض سعر الجنيه أمام الدولار بواقع 20 قرشاً ليصل سعر الصرف الرسمي ل 8.03 ..

ويذكر أن المركزي المصري قد قام أيضاً منذ بداية العام الجاري بخفض قيمة الجنيه مقابل الدولار بنسبةٍ قاربت ال 10% بواقع 76 قرشاً ..!! ومن المتوقع أن يستمر تخفيض سعر الجنيه أمام الدولار طالما استمرت مسببات ذلك كما سنتناول لاحقاً في المقال ..

 

السبب الرئيسي لارتفاع سعر أي شيئٍ في الوجود هو زيادة الطلب عليه مع قلة المعروض منه …!! وهذا هو الحاصل في حالتنا هذه مع ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه … فقد عجزت الحكومة عن توفير الكميات المطلوبة من الدولار الأمريكي التي يحتاجها السوق عن طريق زيادة الاستثمارات الأجنبية …، أو تنشيط النشاط السياحي الضعيف بسبب الأوضاع الأمنية في بعض المناطق وما يصاحبها من حوادثٍ كان آخرها حادث السياح المكسيكيين في الواحات وكما هو معروفٌ أن قطاع السياحة المصري كان أكثر القطاعات ضخاً للعملة الصعبة في الاقتصاد ناهيك عن توفيره للعديد من الوظائف للعاملين في هذا القطاع والذين يتجاوز عددهم 3 ملايين  عامل أصبحوا شبه عاطلين مما شكل ضغطاً على الاقتصاد والحكومة…!! كما أن مصر ليست من الدول المنتجة والمصدرة حتى تعتمد على هذا القطاع في جلب الدولارات للبلد بل على العكس فالدولة تستورد أكثر مما تصدر …!! كما أن تحويلات المصريين في الخارج شبه متوقفة بفعل الأجازات الصيفية وتواجدهم داخل مصر أو عودة معظمهم لأعمالهم منذ فترةٍ بسيطة فبالتالي انخفضت نسبة تحويلاتهم بالدولار لمصر .. مما أدى بالتالي لقلة المعروض من العملة الصعبة ….!!

وبذلك لم يعد في الدولة أي وسيلةٍ أخرى فعالة لضخ الدولار في الاقتصاد المصري سوى دخل قناة السويس والذي مهما ارتفع .. فمن المستحيل أن يغطي احتياجات السوق المحلية من الدولار ..؟!

حاول المركزي المصري جاهداً الحفاظ على أمرين … الأول تثبيت سعر صرف الجنيه مقابل الدولار … والثاني الحفاظ على الاحتياط النقدي  المركزي من الدولار … وقد فشل مع الأسف في كلا الأمرين …؟! فقد قام البنك المركزي بوضع قيودٍ وضوابط على عمليات السحب والإيداع للدولار الأمريكي في البنوك المصرية لمحاولة تقليل الطلب على العملة إلا أن ذلك أدى في الغالب لللجوء للسوق السوداء لتوفير الدولار بأسعارٍ مرتفعة … فالقيود لا يمكنها أن تمنع الحاجة ..!؟ وإنما تدفع المحتاج للتصرف في احتياجه بأي ثمن …!! أما بالنسبة للاحتياط النقدي من العملة الأجنبية فقد واصل انخفاضه بشدة حتى وصل أخيراً ل 16.3 مليار دولار لدى البنك المركزي بعد  أن كان أكثر من 36 ملياراً منذ عدة سنوات… بفعل عجز الحكومة عن توفير الاستثمارات لضخ المزيد من العملة الصعبة … وارتباط الدولة بالتزاماتٍ مادية وجب موعد استحقاقها فقامت الحكومة بسدادها من الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي مما أدى لانخفاضه بشكلٍ كبير …

لذا وقف البنك المركزي المصري شبه عاجزٍ عن توفير السيولة المطلوبة للسوق المحلية من العملات الأجنبية وخصوصاً الدولار والذي يحتاجه أغلب المستوردين في القطاع الخاص أو الحكومي بالسعر الرسمي … مما دفعهم للاتجاه للسوق السوداء على الرغم من ارتفاع أسعارها بعد تحميل فارق سعر الصرف على السلع مما أدى لإرتفاع الأسعار والذي أدى ألى استياءٍ شديد لدى المواطنين … إنعكس بوضوح على ضعف الإقبال الشديد على الانتخابات البرلمانية … وكأن الجمهور يرسل رسالةً شديدة اللهجة عن عدم رضاه عن أدائها في الفترة الماضية …

لذا كان من الواضح أن القيادة السياسية قد احتاجت لكبش فداء ٍ لتقديمه للجمهور للتدليل على أن الررسالة قد وصلت … فكانت التضحية بهشام رامز وضخ دماءٍ قديمة جديدة في إدارة البنك المركزي المصري عسى أن يؤتي ذلك بثمارٍ جيدة تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصري الذي يمر بأزمةٍ طاحنة …

الرابط المختصر للمقال: https://forexaraby.com/b/2dA نسخ

ما رأيك ؟ شجع الكاتب بتقييم إيجابي

كُتب بواسطة الفوركس العربى

يُعد الفوركس العربى موقع خدمي تعليمي
يقدم كل خدمات و متطلبات سوق الفوركس والتي تهم كل متداول عربي يعمل بسوق العملات الأجنبية .. تأسس عام 2012

التعليقات

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

Loading…

0

تحديث التحليل الفني اليومي للداو جونز ليوم 21/10/2015

التحليل الفني لزوج اليورو مقابل الدولار ليوم 22/10/2015